أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : الصوم وأثره في تربية النفس

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 9 رمضان المبارك 1444 هـ ، الموافق 31 مارس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس : كما يلي:

 

أولًا: الصومُ والتربيةُ الإيمانيةُ.

ثانيًا: الصومُ والتربيةُ الأخلاقيةُ.

ثالثًا: الصومُ والتربيةُ الروحيةُ.

رابعًا: الصومُ والتربيةُ الاجتماعيةُ.

خامسًا: الصومُ والتربيةُ الصحية.

سادسًا: الصومُ والتربيةُ على تحملِ المشاقِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  31 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس : كما يلي:

 

 خطبةٌ بعنوان: الصومُ وأثرُهُ في تربيةِ النفس ، بتاريخ: 9 رمضان 1444هـ – 31 مارس 2023م

المـــوضــــــــــوع

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: الصومُ والتربيةُ الإيمانيةُ.

إنَّ الصيامَ مدرسةٌ إيمانيةٌ للصائمِ؛ لأنَّ الغايةَ مِن الصيامِ هي التقوىَ، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.(البقرة: 183). ومضمونُ التقوى: امتثالُ الأوامرِ، واجتنابُ النواهِي. وهذا يتحققُ في الصومِ؛ لأنَّ العبدَ يكونُ في غايةِ التقوىَ والإيمانِ، ولهذا يقولُ الرسولُ ﷺ كما جاءَ في الصحيحينِ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». يقولُ الإمامُ النوويُّ:” معنَى إيمانًا: أي تصديقًا بأنَّهُ حقٌ مقتصدٌ فضيلتُهُ. ومعنَى احتسابًا: أنْ يريدَ اللهَ تعالى وحدَهُ لا يقصدُ رؤيةَ الناسِ ولا غيرَ ذلك مما يخالفُ الإخلاصَ، والمرادُ بقيامِ رمضانَ صلاةُ التراويحِ”.

فاحرصْ أخِي الصائمَ على الأعمالِ التي تعملُ على زيادةِ إيمانِكَ مِن الذكرِ والتسبيحِ والقيامِ وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك، قالَ تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} ( الأنفال: ٢ ). وقالَ جلَّ شأنُهُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. ( الرعد: ٢٨ ). فذكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ فيهِ حياةٌ للقلبِ وطمأنينةٌ وسكينةٌ، فيزدادُ إيمانُ العبدِ كلمَا أكثرَ مِن ذكرِ ربِّهِ، وفي شعبِ الإيمانِ للبيهقِي : ” عن عطاءِ بنِ يسارٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ رواحه قالَ لصاحبٍ لهُ : ” تعالَ حتى نؤمنَ ساعةً ” قالَ أو لسنَا مؤمنين ؟ قال : ” بلى ولكنَّا نذكرُ اللهَ فنزدادُ إيماناً ” . وقال عميرُ بنُ حبيبٍ: ” الإيمانُ يزيدُ وينقصُ . فَقِيلَ فمَا زيادتُهُ وما نقصانُهُ ؟ قال : إذا ذكرنَا ربَّنَا وخشينَاهُ فذلك زيادتُهُ ، وإذا غفلنَا ونسينَاهُ وضيعنَا فذلك نقصانُهُ ” [ انظر الإيمان لابن أبي شيبة ] .

فاحذرْ أخي الصائمَ مِن كلِّ ما ينقصُ إيمانكَ، ولا سيَّمَا سوءُ معاملةِ الجيرانِ. يقولُ ﷺ:” وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ” قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ”الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ”. [البخاري].

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: الصومُ والتربيةُ الأخلاقيةُ.

نعلمُ جميعًا أنَّ رمضانَ هو شهرُ الأخلاقِ ومدرستهَا، فهو شهرُ الصبرِ، وشهرُ الصدقِ، وشهرُ البرِّ، وشهرُ الكرمِ، وشهرُ الصلةِ، وشهرُ الرحمةِ، وشهرُ الصفحِ، وشهرُ الحلمِ، وشهرُ المراقبةِ، وشهرُ التقوى، وكلُّ هذه أخلاقٌ يغرسُهَا الصومُ في نفوسِ الصائمين، ولقد ربَّي الرسولُ ﷺ الصائمينَ على أرفعِ القيمِ الخلقيةِ وأنبلِهَا حيثُ يقولُ: “الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ” (البخاري ومسلم)، “وقد ذكرَ بعضُ العلماءِ أنَّ الصومَ إنَّما كانَ جُنةً مِن النارِ؛ لأنَّهُ إمساكٌ عن الشهواتِ، والنارُ محفوفةٌ بالشهواتِ، فالحاصلُ أنَّهُ إذا كفَ نفسَهُ عن الشهواتِ في الدنيا كان ذلك ساتِرًا لهُ مِن النارِ في الآخرةِ.” (فتح الباري). فالصومُ جنةٌ: أيْ وقايةٌ من جميعِ الأمراضِ الخلقيةِ، ويفسرهُ ما بعدَهُ ” فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ” فإنْ اعتدى عليكَ الآخرونَ بسبٍّ أو جهلٍ أو أذىً فقلْ: ” إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ”، وليس هذا على سبيلِ الجبنِ والضعفِ والخوَرِ، بل إنَّها العظمةُ والسموُ والرفعةُ التي يربِّي عليها الإسلامُ أتباعَهُ، وسواءٌ كان هذا القولُ تلفظاً صريحاً، أو كان تذكيراً داخليًا لنفسِهِ بأنَّهُ صائمٌ، فكلاهُمَا فيه تذكيرُ النفسِ بحفظِ الصيامِ من اللغوِ الذي قدْ يفسدهُ، وفيه نوعٌ مِن أنواعِ الصبرِ الكثيرةِ التي تجتمعُ في الصيامِ. والمعني: إنِّي في غايةِ التقوى والتحلِّي بأخلاقِ الصيامِ، ولا ينبغِي لي أنْ أفسدَ صومِي بالردِّ عليك بهذه الأقوالِ البذيئةِ، فإذا حاولَ إنسانٌ استفزازَكَ بمَا يحملُكَ على ردِّ إساءتِهِ، ومقابلةِ سبِّهِ بسبٍّ، فعليكَ أنْ تدركَ أنَّ الصومَ يحجزُكَ عن ذلك؛ لأنَّه جنةٌ ووقايةٌ مِن سيءِ الأخلاقِ، شرعَهُ اللهُ تعالى ليهذبَ النفسَ، ويعودَهَا الخيرَ، فينبغِي أنْ يتحفظَ الصائمُ مِن الأعمالِ التي تخدشُ صومَهُ، حتى ينتفعَ بالصيامِ، وتحصلَ له التقوى والأخلاقُ.

فالصيامُ ليسَ مجردَ إمساكٍ عن الأكلِ والشربِ، وإنَّما هو إمساكٌ عن الأكلِ والشربِ وسائرِ ما نهَى اللهُ عنه. فعن أبي هريرةَ: أنَّ النبيَّ ﷺ قال: ” ليسَ الصِّيامُ مِن الأكلِ والشُّربِ إنَّما الصِّيامُ مِن اللّغوِ والرَّفثِ، فإن سابَّك أحدٌ أو جهِلَ عليكَ فقلْ: إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ “.(ابن حبان، والحاكم وصححه). وروى الجماعةُ – إلّا مسلمًا – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ “. ونحنُ نرى كثيرًا من الناسِ يصومونَ عن الحلالِ ( مِن الطعامِ والشرابِ والنساءِ) ؛ ويفطرونَ على الحرامِ ( من الغيبةِ والنميمةِ والسبِّ والشتمِ والنظرِ إلى الحرامِ ……إلخ)؛ ثم يأتي بعدَ كلِّ هذه المخالفاتِ ويسألُ؟ فعلتُ كذا وكذا في نهارِ رمضانَ فهل صيامي صحيحٌ؟!! أقولُ: هؤلاء محرومون مِن الأجرِ، لا نقولُ ببطلانِ صيامِهِم وعليهم الإعادةُ، وإنَّما نقولُ لهم : ضاعَ الأجرُ وثبتَ الوزرُ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :” رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ . “.( النسائي، وابن ماجه والحاكم، وصححه).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: الصومُ والتربيةُ الروحيةُ..

إنَّ الإنسانَ يتكونُ مِن قسمينِ: جسدٌ وروحٌ، فالجسدُ خُلِقَ مِن طينٍ وغذاؤهُ مِن طينٍ ومرجعهُ للطينِ، والروحُ مخلوقةٌ مِن روحِ اللهِ { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (الحجر: 29)، وغذاؤُهَا غذاءٌ روحيٌّ هو العبادةُ والصلاةُ والصومُ وغيرُهَا، والصائمُ لا يُطعمُ، واللهُ تعالى وصفَ نفسَهُ فقالَ: { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ }. ( الأنعام : 14)،وحينمَا يمتنعُ الإنسانُ عن غذاءِ الجسدِ – الذي يشتركُ فيهِ مع باقِي دوابِ الأرضِ – فإنَّه في هذه الحالِ – أعنِي حالةَ صيامهِ – يكونُ قد حملَ صفةً مِن صفاتِ الربِّ والملائكةِ؛ لأنَّ الاستغناءَ عن الطعامِ وغيرهِ مِن الشهواتِ مِن صفاتِ الربِّ جلَّ جلاله، فلمَّا تقربَ الصائمُ إليهِ بما يوافقُ صفاتهُ أضافهُ إليهِ. قال القرطبيُّ: ” معناه أنَّ أعمالَ العبادِ مناسبةٌ لأحوالِهِم إلّا الصيام، فإنَّهُ مناسبٌ لصفةٍ مِن صفاتِ الحقِّ، كأنَّهُ يقولُ إنَّ الصائمَ يتقربُ إليَّ بأمرٍ هو متعلقٌ بصفةٍ مِن صفاتِي”. ( فتح الباري). فكأنَّ الصائمَ اتصفَ بصفةٍ مِن صفاتِ اللهِ تعالى على قدرِ ما يليقُ مِن البشريةِ، وكمالهُ للهِ على استحقاقِ الربوبيةِ، كما أنَّ العالمَ مِنَّا والكريمَ والرحيمَ متصفٌ بصفةٍ يستحقُّهَا اللهُ ، وللعبدِ فيهَا نسبةٌ على قدرِ البشريةِ، ألَا ترى أنَّك تقولُ: فلانٌ رحيمٌ وفلانٌ كريمٌ وفلانٌ بصيرٌ ………وهكذا ، فلمَّا كان كذلك يجوزُ أنْ يكونَ خصوصُ الإضافةِ إلى نفسهِ في الصومِ المشتركِ بينَ العبدِ وربِّهِ وملائكتهِ. والمعنى على هذا الوجهِ: كلُّ أعمالِ العبادِ مناسبةٌ لأحوالهِم إلَّا الصيام، فإنَّه مناسبٌ لصفةٍ مِن صفاتِي، وكأنَّه يقولُ: إنَّ الصائمَ يتقربُ إليَّ بأمرٍ هو متعلقٌ بصفةٍ مِن صفاتِي، فأنَا أَجزِي بهِ.

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة

رابعًا: الصومُ والتربيةُ الاجتماعيةُ.

الصيامُ يعينُ المسلمَ على الإحسانِ للفقراءِ والمساكينِ وأصحابِ الحاجاتِ، فالصائمُ إذا جاعَ أحسَّ بحاجةِ الجائعين، وإذا عطشَ أحسَّ بالظامئين، فيحفزهُ ذلك على الإحسانِ إليهِم والشفقةِ عليهم، والسعيِ في سدِّ جُوْعهِم وظمأهِم، وإدخالِ السرورِ والفرحِ عليهِم. ولهذا كان ﷺ كثيرَ الجودِ والكرمِ في رمضانَ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ؛ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ؛ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ؛ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.”(متفق عليه) .

العنصر الخامس من خطبة الجمعة القادمة

خامسًا: الصومُ والتربيةُ الصحية.

للصيامِ فوائدُ صحيةٌ كثيرةٌ وعديدةٌ، فهو مذهبٌ لكثيرٍ مِن الأمراضِ النفسيةِ والجسميةِ، ويصلحُ الجهازَ الهضمِي والكُلى والكبدَ وبعضَ الغددِ  المنتشرةِ في الجسمِ، ويطهرُ الأمعاءَ مِن العفوناتِ والسمومِ التي تحدثُهَا البطنةُ، ويذيبُ الشحوماتِ التي هي خطرٌ على القلبِ. قال العلامةُ مُحمد رشيد رضا رحمه الله: ”ومِن فوائدِ الصيامِ الصحيةِ أنَّه يفنِي الموادَ الراسبةَ في البدنِ ولا سيّما أبدانُ المترفينِ أولي النهمِ وقليلِي العملِ، ويجففُ الرطوباتِ الضارةَ، ويطهرُ الأمعاءَ مِن فسادِ الذربِ والسمومِ التي تحدثُهَا البطنةُ، ويذيبُ الشحمَ، أو يحولُ دونَ كثرتهِ في الجوفِ وهي شديدةُ الخطرِ على القلبِ، فهو كتضميرِ الخيلِ الذي يزيدُهَا قوةً على الكرِّ والفرِّ… وقال بعضُ أطباءِ الإفرنجِ: إنَّ صيامَ شهرٍ واحدٍ في السنةِ يذهبُ بالفضلاتِ الميتةِ في البدنِ مدةَ سنةٍ”.

العنصر السادس من خطبة الجمعة القادمة

سادسًا: الصومُ والتربيةُ على تحملِ المشاقِ

الصيامُ يعوّدُ المسلمَ على الصبرِ والتحملِ والجلدِ؛ لأنّه يحملهُ على تركِ محبوباتهِ وشهواتهِ، ومعلومٌ أنَّ كبحَ جماحِ النفسِ فيهِ مشقةٌ عظيمةٌ، ولهذا كان الصومُ مِن أقوَى العواملِ على تحصيلِ أنواعِ الصبرِ الثلاثة، وهي صبرٌ على طاعةِ اللهِ، وصبرٌ عن محارمِ اللهِ وصبرٌ على أقدارِ اللهِ، ومتى اجتمعتْ أدخلتْ العبدَ الجنةَ بإذن اللهِ، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر من الآية:10]. فاللهُ تعالَى لم يحددْ لهُم الأجرَ، بل تركَهُ مفاجأةً لهم وتكريمًا في الآخرةِ، والعطيةُ على قدرِ المعطِي، كما يقولُ الإمامُ الأوزاعيُّ: لا يُوزنُ لهم بميزان، ولا يُكالُ لهم بمكيالٍ، وإنّما يُغرفُ لهم غرفًا .

وهكذا يعملُ الصيامُ على تربيةِ النفسِ وتزكيتِهَا بجميعِ جوانبِهَا؛ ليصلَ بهَا إلى أعلَى درجاتِ الكمالِ المنشودِ.

فعليكَ أخي الصائم أنْ تلزمَ طريقَ الخيرِ مِن صيامٍ وقيامٍ وطاعاتٍ حتى تخرجَ مِن رمضانَ وقد تحققَ فيك قولُهُ ﷺ :” غُفِرَ لهُ ما تقدمَ مِن ذنبِهِ. واحذرْ طرقَ الشرِ والشيطانِ، حتى لا تكونَ مِن الذين دعَا عليهم جبريلُ الأمينُ، وأمَّنَ خلفَهُ خاتمُ المرسلين. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، ” أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ: آمِينَ ، آمِينَ ، آمِينَ ” ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا ؟ فَقَالَ: قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ: آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ: آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ: آمِينَ” .( أحمد والترمذي وحسنه).

وليكنْ لك العبرةُ والعظةُ من هذه المرأةِ الصوامةِ القوامةِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ” هِيَ فِي النَّارِ ”، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ” هِيَ فِي الْجَنَّةِ ” . (أحمد وابن حبان والحاكم وصححه) .

فاحرصْ أخي الصائمَ على كلِّ ما يزيدُ إيمانَكَ ويحسنُ أخلاقَكَ ويهذب نفسك مِن طاعاتٍ وقرباتٍ، واجتنبْ كلَّ ما يُنقصُ إيمانَكَ، ويسئُ أخلاقَكَ مِن معاصيِ وسيئاتٍ.

اللهم كما حسنتَ خلقنَا فحسنْ أخلاقنَا، وآتِ نفوسَنَا تقوهَا، وزكِّهَا فأنتَ خيرُ مَن زكَّاها.

الدعاء،،،  وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                           د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »